‘ستيف جوبز.. إيلون ماسك.. أوبرا وينفري وغيرها من الشخصيات المهمة والمؤثرة لم تصبح ما هي عليه اليوم بمحض الصدفة.
تُرى ما هي مهارات التسويق الشخصي التّي تمتع بها هؤلاء المؤثرون؟
إن كنت تظن أن التسويق يتعلق فقط بالشركات والأعمال التجارية فهذا غير صحيح، ستجد أن كل ما حولك يحتاج للتسويق للفت الأنظار إليه، وإخبار الآخرين بما لديه، وكيف يمكنه مساعدتهم؟
حتّى إن أول ما يخطر في بالك عن أي نشاط تجاري ليس عبثاً بل محاولة أصحابه بترك صورة ذهنية معينة لديك، فمثلاً عند ذكر غوغل ترتسم في ذهنك ميزة بساطة في التصميم، وسهولة الاستخدام، والقدرة على الوصول لأي معلومة تريدها.

مقدمة عن التسويق الشخصي:
أصبح تقديم ال cv للحصول على فرصة عمل جيدة تقليداً من الماضي، فمع التطور السريع في سوق العمل عليك العمل على إبراز مهاراتك بشكل يجذب الآخرين لها، ويجعل فرص العمل الرائعة هي من تبحث عنك.
فكر دائماً ما الذّي تريد إظهاره للآخرين؟ ما الذّي تريد أن يعرفوه عنك؟ وأوّل ما يتذكروك به؟ كيف تريد إيصاله لهم؟ ولماذا؟
والأهم من ذلك ما هي القيمة المضافة التّي ستقدمها؟
إضاءة: القيمة المضافة Value added هي اقتصادياً الفرق بين قيمة المدخلات وقيمة المخرجات، لكن هنا يُمكننا تبسيطها لك بما يناسب موضوع مقالنا بأنّها الشيء القيم والمرافق لعملك، بشكل يجعله مميزاً عند تقديمه للغير مثل أستاذ في صف يقف أمام طلابه، ويقرأ لهم الدرس كما هو من الكتاب دون توضيح لأي مفهوم، لا يعتبر عمله هذا مفيداً أو يقدم للطلاب أي قيمة إضافية جديدة، بينما عندما يقوم بشرح كل فقرة بأسلوب عملي يجعلهم يتفاعلون معه، ومن ثمّ الإجابة على استفساراتهم فهنا نقول بأن عمله له قيمة مضافة. بالطبع عليك البحث عن تطويرات لهذه القيمة المضافة حتّى تتميز أكثر بما تقدمه.
من ناحية أُخرى هل تستطيع الإجابة عن سؤال من أنت؟ بسرعة ودقة. هل تظن أن الآخرين سيقولون عنك ما قلته؟
إذا كانت إجابتك لا ..عليك البدء بالتسويق لنفسك جيداً.
وهذا ما ستتعلمه في هذا المقال.
التسويق الشخصي:
بالإنجليزية (PERSONAL BRAND)
حين نقول علامة تجارية قد يخطر في بالك أسماء كبيرة مثل أمازون، غوغل، وغيرها لكن هذه المرة ستكون أنت العلامة التجارية الخاصة بك، حتّى تستطيع إظهار مهاراتك وخبراتك بشكل احترافي مهما كانت مهنتك.
فهذا النوع من التسويق يحتاجه الطبيب والمهندس ورجل الأعمال والأستاذ والعامل .. ومن يعمل بشكل مستقل (Freelancer) كالمصمم، المصور، المبرمج.
يُمكنك قراءة المزيد عن مجالات العمل الحر والخدمات المصغرة.
غالباً يشار إلى العلامة التجارية (Brand) بالاسم والشعار (Logo) فقط، وهذا غير صحيح لأن العلامة التجارية أبعد وأعمق من هذا بكثير، فهي تتعلق بجميع تفاصيل النشاط التجاري مثل الهوية البصرية كاملة (الخطوط، الألوان، التغليف..) للشركة، والصورة الذهنية لها، وتعاملاتها في الداخل مع الموظفين، وفي الخارج مع العملاء.
إذاً ما هي العلامة التجارية الشخصية؟
تشمل تسويق الشخص لنفسه ومهاراته بشكل مستمر وفق خطة متكاملة، تماماً كعلامة تجارية معروفة لبناء سمعته المهنية والحفاظ عليها، والتركيز على الصورة الذهنية التّي يرغب بها أمام الآخرين.
ما هي الأسئلة التّي عليك الإجابة عنها لبناء هويتك الخاصة؟
هنا نموذج لبعض الأسئلة من DM.org تساعدك في إنشاء العلامة التجارية الخاصة بك، والتسويق لنفسك بشكل صحيح.
- ما هي مبادئ وقيم علامتك التجارية؟
- كيف سيشعر الناس تجاه علامتك التجارية؟
- ما الذّي يجعلك مختلفاً؟
- ما نوع ثقافة العمل لديك؟
- ما هي المهارات التّي ستقدمها؟
- ما هي رسالتك؟
- من هو العميل المثالي بالنسبة لك؟
- كيف تستطيع التأثير؟
- هل يمنح منتجك أو خدمتك أو علامتك التجارية الآخرين تحولاً أو تغيراً؟
- ما المشكلة التّي تحلها؟
- ما الذّي سيضمن لك النجاح أو الفشل؟
- ما هو مجالك؟
- هل أنت موثوق في مجالك أو تخصصك؟
كيف أسوّق نفسي لسوق العمل؟
كيف يُمكنك التسويق لنفسك عن طريق الانترنت؟
- افهم نفسك، وحللها:
قبل أن تبدأ بالتسويق الشخصي عليك فهم نفسك جيداً، ومعرفة نقاط ضعفك وقوتك، يُمكنك الاستعانة بتحليل SWOT أو أي تحليل تراه مناسباً لك.
عندما تفهم نقاط ضعفك عليك وضع خطة لتحويلها لنقاط قوة أو على أقل تقدير تقليلها، فمثلاً إن كانت لغتك الإنجليزية ضعيفة حدد مستواك وابدأ بالدراسة، إن كنت خجول أو انطوائي تعلم مهارات التواصل وهكذا..
وبالنسبة لنقاط القوة استثمرها بأذكى الطريق دون الحديث عنها حتّى، فمثلاً لا تخبر الآخرين بأن لديك مهارات تصميم عالية، بل اجعلهم يرون ذلك بأنفسهم عن طريق التصاميم الخاصة في حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع عرض أعمال المصممين Behance .
لا تتحدث عن مهاراتك في الكتابة، وقواعد اللغة العربية بل ابدأ بنشر مقالات عن مواضيع تعتقد بأنّها تهمهم وبأنّك بارع في الحديث عنها.
هنا يُمكنك إضافة قواعد السيو لمقالاتك حتّى تحصل على فرص أعلى.
خذ هذه الأمثلة البسيطة، كمفتاح لمعرفة بداية الطريق.
- قياس الأداء:
- ضع مقاييس لقياس الأداء العام لمعرفة مستوى مهاراتك، ومدى تقدمك بها بشكل يتوافق مع ما يحتاجه السوق المستهدف.
- ضع أهداف واضحة، واقعية وقابلة للقياس.
- حدد جدول زمني للبداية والنهاية.
- من تصادق؟
اعمل على توسيع علاقاتك العامة، وصادق الخبراء والمهتمين في مجالك، كون شبكة اجتماعية معهم.
تعتبر هذه خطة جيدة في بناء مسارك المهني، لأنّها تمكنك من الاطلاع على المشاكل الموجودة، وما يحتاجه سوق العمل الحالي من مهارات وغيرها، والتحديثات التّي تظهر في مجالك، ومعرفة الأدوات والاستراتيجيات المُستخدمة، وبذلك تتعلم منهم ومعهم وتشاركهم أفكارك وخبرتك، وقد يخططون للعمل معك أو التوصية بك لفرصة ما.
مشاركة الخبرات، وأسرار العمل لأنّ الحصول عليها لم يعد سراً كما في السابق، خاصةً في عصر التكنولوجيا لذلك فإنّ تقديمك لها، ونشرها كخبير يجعلك بمرور الوقت مرجع موثوق.
- اغتنم الفرص:
تحليل SWOT كما ذكرنا سابقاً يساعدك في معرفة الفرص المتاحة أمامك.
ويبين لك التهديدات المحتملة التّي قد تواجهك، حضر نفسك لها جيداً واجعلها تقف صفك.
فمثلاً إن كنت مذيع في الراديو، ومهنتك مهددة بالانقراض هناك فرصة كبيرة أمامك للتوجه إلى البودكاست وإجراء مقابلات مع أشخاص ملهمين أو تجهيز برنامج يتناول قضية ما.
- وحدد شريحتك المستهدفة:
حدد جمهورك، ابحث عنه في أي المنصات يتواجد؟ وما طبيعة المحتوى الذّي يفضله ويتفاعل معه؟ حتّى تتمكن من الوصول إليه بأنسب، وأفضل الطرق.
- راجع خطتك وتأكد من كونها تمشي في الاتجاه الصحيح.
يمكنك الاطلاع على التسويق بالمحتوى، والتسويق عبر الانستغرام.
نصائح للتسويق الشخصي عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
- لا تسوق لنفسك في مكان لا يناسب أحلامك ولا توجد فيه شريحتك المستهدفة.
- لا تشتت جمهورك بالحديث عن أشياء متعددة وغير مرتبطة ببعضها، كن واضحاً في اختيار محتواك.
- لا تتحدث عما تقدم من خدمات أو منتجات بشكل ممل بل قدم فائدة، نصيحة، أداة أي شيء يعطي الشخص دافع للاستمرار في متابعتك.
- لا تتحدث عن خبرات أو مهارات لا تمتلكها، وعند حديثك عما تتميز به لا تبالغ.
- حافظ على صورتك المهنية، وابتعد عن نشر أمور شخصية أو نكت، وربما من الأفضل فصل الحساب الشخصي عن حساب العمل.
- الحفاظ على الصورة الرسمية لحسابك لا يعني عدم التحدث بلطف وود.
- تفاعل مع التعليقات والرسائل ولا تهملها.
- كن حقيقياً وواقعياً.
- إيّاك والتقليد، حافظ على بصمتك الخاصة وأظهر شخصيتك في كل مكان.
- لا تنسى مشاركة معلومات اتصال حقيقية وفعالة.
- شارك خبراتك ومهاراتك على linkedin واجعل حسابك يتحدث عنك وكأنّه CV رقمي، فهو موقع متخصص بعالم الأعمال والشركات وفرص الحصول على عمل، وفي التحديثات الأخيرة له بدأ بنشر كورسات واختبارات تساعدك في اختبار مستواك وتحسين مهاراتك واختيار إظهارها في ملفك الشخصي.
- طوّر استراتيجيتك التسويقية بشكل دوري وتأكد من أنها تتناسب مع أهدافك طويلة وقصيرة المدى.
وفي النهاية تطوع لقيادة فريق مثلاً لأن التطوع يعلمك الكثير، شارك في المؤتمرات والفعاليات المهمة، واعمل على توسيع نطاق رؤيتك لا تكن محدوداً بزمان أو مكان، واستثمر وقتك في تعلم كل ما هو جديد.
أهمية التسويق الشخصي:
لماذا يُعد التسويق الشخصي ضروري، ومهم بالنسبة لك؟
- ميزة تنافسية لك في سوق العمل الذّي تتوجه له.
- الحصول على فرص عمل أفضل.
- قدرتك على تقديم نفسك كخبير في مجالك.
- سهولة الوصول إليك بالنسبة لمن يحتاجك.
- التمتع ما تقدمه بالثقة والمصداقية.
- إبراز مهاراتك ونقاط قوتك وتميزك للعملاء الحاليين والمحتملين.
- إمكانية بناء شبكات علاقات واسعة.
- الوصول إلى أماكن أبعد من محيط الجغرافي.
كما تظهر الدراسات أن الأشخاص عندما يريدون العمل مع شخص ما عن طريق الانترنت، فإنّ 70 – 80 % منهم يبحثون عن مؤثر أو شخص معروف للعمل معه.
فهم يفضلون التحدث مع شخص لديهم معلومات مسبقة عنه.
ابدأ الآن بتحضير خطتك التسويقية واحصل على رفاهية بحث الفرص عنك.