كيف تصبح رجل أعمال ناجح؟

أعمال

سؤال يجول في بال الكثيرين منّا.. كيف أصبح رجل أعمال ناجح؟! وسواءً كنت بدأتَ للتو أو كنت محترفاً قديماً، فمن الذي لا يريد أن يكون رائدَ أعمالٍ أكثر نجاحاً؟

سؤالٌ يجول في بال الكثيرين منّا.. كيف أصبح رجل أعمال ناجح؟

سواءً كنت بدأتَ للتو أو كنت محترفاً قديماً، فمن الذي لا يريد أن يكون رائدَ أعمالٍ أكثر نجاحاً؟

هناك آلاف الكتب المكتوبة حول ما يتطلبه النجاح في الأعمال التجارية، وآلاف الكتب الأخرى حول تحقيق النجاح في الحياة أيضاً، يمكنك العثور على ألف مقالة أخرى على الويب تناقش هذا الموضوع، وستتم كتابة ألف مقالةٍ أخرى غداً.

مع هذا الموضوع الواسع ومع العديد من الأشياء التي يمكن أن تلعب دوراً في إسعادنا كالنجاح، قد يكون من الصعب اختزال الموضوع في قائمة قصيرة من الأشياء التي يمكن لأي شخص قراءتها وتطبيقها في حياته.

ومع ذلك، عبر تلك الآلاف من الكتب والمقالات التي لا تعد ولا تحصى، ستجد بعض الموضوعات المشتركة، ستجد أفكاراً نمتلكها نحن كبشر، يفكّر فيها الكثير منّا، ولكن لا يبذل الكثيرون جهداً كافياً لتحقيقها، ستسمع أيضاً عن المُثُل والقرارات التي نتمنى جميعاً أن نتطلع إليها ولكن غالباً ما نفشل في فهمها، فيما يلي عدد من تلك الأشياء التي ستجدها من بين حكايات أولئك الذين حققوا نجاحاً في العمل (وفي الحياة)، أي منها لديك حالياً وأيها تحتاج إلى الحصول عليها يا ترى؟

نصائح لتصبح رجل الأعمال الناجح

كن شجاعاً:

هل تريد أن تعرف لماذا يعتبر النجاح في مشروع تجاري عملاً شاقاً من قبل المجتمع؟ في حين أن هناك عقباتٍ واضحة يجب مواجهتها، فإن أحد أكبر التحديات هو التغلب على الخوف من الدخول في عمل تجاري في المقام الأول، يحلم معظم الناس طوال اليوم ببدء عمل تجاري ناجح أثناء مشاهدة دقات الساعة في وظائفهم اليومية العادية، والسبب في أنهم لم يستقيلوا أبداً من ضمان الراتب، هو أنهم خائفون جداً من المجهول الذي يأتي مع بدء عمل تجاري، إذا كنت تريد فصل نفسك عن هذا الحشد، فأنت بحاجة إلى تعلّم كيفية إدارة مخاوفك، لا تقلق، لست وحدك، الكثيرون ممن تركو وظائفهم لبدء أعمالهم الخاصة، أصبحوا يكسبون أضعاف رواتبهم خارج وظائفهم اليومية والتي كانت تستغرق ثماني ساعات من إجمالي يومهم، وإلى اليوم لا يزال لدى الكثير منهم هذا الخوف الكبير من الفشل.

ومع ذلك، فهذه ليست سوى بداية الطريق لأولئك الذين يريدون أن يكونوا ناجحين حقاً في العمل. إن التغلب على مخاوفك والبدء في العمل أمر رائع، لكن الاختبارات الحقيقية لرجل الأعمال الشجاع ستكون مستمرة، بدءاً تكوين علاقات في مجال الأعمال الذي اختاره، وطلب البيع بصفقة كبيرة، وقطع العلاقات مع الشريك الذي يتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين، وكذلك المغامرة، وربما الأكثر رعبا في جميع المواقف – مشاهدة الأعمال التجارية تفشل ( وهذا ما حدث لهنري فورد مرتين قبل أن يصمم خط التجميع الشهير الخاص به!) ، عليك أن تكون شخصاً يمكن أن يفشل فشلا ذريعاً ولا يخاف من نفض الغبار عن نفسه والمحاولة مراراً وتكراراً، فالناجحون حقاً لا يخافون.

ابحث عن العمل المناسب لك:

ريادة الأعمال مصطلح واسع، ويمكنك أن تكون رائد أعمال في أي مجال تقريباً، ومع ذلك، سيتعين عليك اختيار مجال محدد للعمل فيه، ابحث عن عمل لن تكون فيه ناجحاً فحسب، بل هو شيء أنت متحمس له، ريادة الأعمال عمل شاق، لذا فأنت تريد تركيز انتباهك على شيء تهتم به وتحبه.

 حدد ما إذا كان يجب أن تحصل على تعليم:

لست بحاجة إلى أي نوع من أنواع التعليم الرسمي لكي تكون رجل أعمال، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك تجاهل التعليم تماماً، فمثلاً إذا كنت ترغب في إنشاء شركة تقنية، فإن الخبرة في مجال الأعمال وبرمجة الكمبيوتر والتسويق يمكن أن تكون جميعها ذات قيمة، وأيضاً من المحتمل أن تتطلب بعض الصناعات نوعاً من أنواع التعليم، مثل شركة المحاسبة أو شركة المحاماة الخاصة بك.

فهم التمويل:

لا يمكن أن يكون واقع معظم المشاريع التجارية الناجحة أبعد ما يكون عن الحقيقة، فإذا كنت ترغب في تحقيق ذلك النجاح، فإنك بحاجة إلى المال، ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنك بحاجة إلى الحصول على الكثير منه عندما تبدأ للتو، ولكن الأهم من ذلك هو فهم كيفية عمل التمويل وكيفية استخدام أموالك في النمو بأذكى طريقة.

بمجرد أن تبدأ في الحصول على أولى أرباحك، يمكنك بعد ذلك معرفة كيفية جني المزيد من الأموال من خلال الاستثمار، ولكي تكون رجل أعمال ناجحاً، عليك أن تعرف كيف تأخذ المال وتجعله يعمل من أجلك.

النمو كقائد:

بمجرد تسخير مخاوفك وتحقيق قفزة لبدء عمل تجاري، فإنك تكون قد بدأت بالفعل رحلة أن تصبح قائداً، فإن نجاحك النهائي سيكون له علاقة كبيرة بكيفية مساعدتك الآخرين في العثور على نجاحهم، يجب أن تتعلم كيف تكون قائداً على مستوىً ما من أجل تحفيز الآخرين للانضمام إليك في مشروعك، أو الإيمان بما تعظ به، أو منحك المال مقابل منتج أو خدمة تقدمها.

فقط لأنك بحاجة إلى امتلاك صفات قيادية، فإن هذا لا يعني أن كل شخص ناجح في العمل يجب أن يكون الرئيس التنفيذي أو وجه الشركة أو الشخص “المسؤول”، فمثلاً عندما بدأت Google في النمو حقاً، أحضر مؤسسو الشركة مديراً تنفيذياً ناجحاً في إريك شميدت Eric Schmidt ليأتي ويدير شركتهم – كانوا مهندسين وليسوا رؤساء تنفيذيين، القدرة على قيادة فريق أو قيادة الجماهير يمكن أن تأتي في بعض الأحيان من مجرد وجود الكاريزما الصحيحة والقدرة على إدارة الأشخاص الآخرين لكي يقومو بالمهمات الواجب عليهم القيام بها، فمثلاً قد يكون الجندي العظيم جيداً في قيادة القوّات في الميدان، لكنه لا يدير الحرب بأكملها، وقد يكون مصمم المنتج المذهل أيضاً مندوب مبيعات سيىء، لكن القائد العظيم سيكتشف بمهارة أين تكمن قوّة الأشخاص وأين يكمن ضعفهم ويضعهم في الأماكن المناسبة لتحقيق أفضل نجاح.

فكر بإيجابية أو “فكر خارج الصندوق” :

إنّ أحد أكبر التحديات التي ستقف في طريق رجل الأعمال للحصول على ما يريد هو فهم ما “يجب فعله” بالفرص التي تقع في أحضانه على طول الطريق، هنا يصبح من المهم جداً استخدام طريقة فعالة من التفكير، ويحتاج الأمر إلى نوع معين من التفكير “خارج الصندوق” في المواقف، وذلك للعثور على القيمة في علاقة ما، أو للاستفادة من الفرص وتحقيق الأرباح، نفس الأشخاص الذين يخافون من ترك وظائفهم اليومية هم نفس الأشخاص الذين لا يعرفون كيفية الاستفادة من الفرص والعلاقات في حياتهم، بينما من ناحية أخرى، يبحث رجل الأعمال الناجح باستمرار عن طرق لتحقيق أرباح وفرص جديدة كل يوم.

القول المأثور البسيط: “when life hands you lemons, make lemonade” بما يعني: “عندما تمدك الحياة بالليمون، اصنع عصير الليمون” هو مثال رائع على استخدام التفكير بطريقة مختلفة وإيجابية، كثير من الناس ممن يمتلكون الليمون يصنعون عصير الليمون ويشربونه بأنفسهم، رجل الأعمال الناجح يصنع عصير الليمون ويبيعه لمن ليس لديه ليمون، ويستخدم الأرباح في شراء المزيد من الليمون أو الانتقال إلى عمل آخر.

اكتساب شركاء:

أن تصبح قائداً هو أحد أهم الصفات التي يحتاجها المرء “لتحريك السلاسل” أو التحكم في لعبة الأعمال، ومن أجل تحقيق العظمة كقائد، يجب أن يكون لدى المرء فريق من الأفراد الذين يؤمنون به ويؤمنون بما يفعله وذلك للمضي قدماً في طريق النجاح، وفي ريادة الأعمال على وجه الخصوص يلعب تجميع فريق كبير من الشركاء دوراً مهماً في أي عمل مربح، يبدأ الكثير من الأشخاص بمفردهم، ولكن لا يمكن للأعمال التجارية التوسع وتحقيق النجاح، إلا إذا كان هناك تعاون مع شركاء ناجحين بالإضافة إلى وجود مصدر واحد فقط للطاقة والإلهام والذي يتمثل في القيادة، مع أهمية المساواة الفعلية في الجهد بين جميع الشركاء.

وإن “صاحب العمل” الحقيقي هو الشخص الذي لا يحتاج إلى أن يكون جزءاً من العمليات اليومية من أجل إدارة الأعمال وللمحافظة على الأرباح، الكتاب الكلاسيكي ” The E-Myth” هو قصة رائعة عن عدد الأشخاص الذين حاولوا (وفشلوا) في إدارة مشروع ما بأنفسهم، وبدلاً من ذلك،  فإنك تحتاج إلى اكتساب مهارات القيادة هذه وتحفيز الآخرين على اكتساب مهاراتهم الخاصة ومن ثمّ تطبيقها معاً كفريق من أجل الصالح العام للشركة، لا يشمل ذلك الموظفين فحسب، بل يشمل أيضاً معرفة الأشخاص الذين يجب أن تشترك معهم، وكيفية إنشاء شراكات استراتيجية، وكيفية استخدام أسلوبك وطريقة تفكيرك المميزة التي ناقشناها سابقاً لإقناع الآخرين بالاهتمام بمشروعك، وإنك عندما تصل إلى مستوى معين من النجاح، فسيكون شعورك أكبر عندما تشاركه مع كل من ساعد في جعله ممكناً.

امتلاك الموقف أو التوجه الصحيح:

إذا سئلت ما هو بالضبط النجاح الحقيقي من وجهة نظرك؟ هل هو المال، أم المبيعات، أم تأثير أفعالك على المحيط والمجتمع من حولك؟ في نهاية المطاف، لا يهم النجاح الحقيقي في العمل إلا إذا كان يعني أيضاً النجاح في الحياة، وهذا كله يبدأ من خلال امتلاك وتحديد التوجه والهدف الصحيح، فمثلاً لا أحد يهتم بأولئك الأغنياء الذين يكرهون العالم الذي يعيشون فيه أي أولئك الناجحون في العمل الفاشلون في الحياة.

للحصول على حياة سعيدة ومرضية حقاً، من المهم تحديد ما هو مهم حقاً، وتطوير قيمك و أساليبك وعملك بقدر ما يمكنك القيام به كل يوم لجعل نجاحك حقيقة واقعة، بالتأكيد يرغب الكثير ممن يبدأون مشروعاً تجارياً في تحقيق مستوى معين من الاستقلال المالي، ولكن ماذا يفعل المرء بهذه الثروات بمجرد أن يمتلكها في النهاية؟ أولئك الذين لديهم فكرة: أن امتلاك المال يعني أنه يمكنهم شراء المزيد من “الأشياء” ليحيطوا أنفسهم بها من أجل الشعور بأنهم متفوقون على الآخرين لن ينجحوا أبداً في حياتهم، رجال الأعمال الذين يركزون على كيفية تكوين الثروة التي يمكن أن تساعدهم وتساعد الآخرين وتحل العديد من مشكلاتهم هم الأشخاص الذين لديهم التوجه الصحيح المطلوب للحصول على السعادة الحقيقية، وأولئك الذين يستحقون أن ينظر إليهم من منظور إيجابي من قبل أقرانهم وشركائهم، وهم التجسيد الحقيقي لكلمة “نجاح”.

إظهار الامتنان:

نحن نعيش في عالم يتغير كل يوم، وبسرعةٍ يستطيع أي منّا حقاً تقديرها، لقد غيرت التكنولوجيا على مدى الثلاثين إلى الخمسين عاماً الماضية الطريقة التي نتواصل بها ليس فقط مع جيراننا وأحبائنا، بل وأيضاً علاقات العمل واتصالاتنا التجارية في جميع أنحاء العالم، وغالباً الأجيال التي نشأت مع هذه التكنولوجيا تعتبرها أمراً مفروغاً منه، ولا تتوقف أبداً عن الاستمتاع بفوائدها، ولكن عليهم أن يدركوا أنهم يعيشون وقتاً رائعاً في التاريخ وأن الكثير مما لديهم في حياتهم، كل شيء من الكهرباء التي تنير بيوتهم، إلى السيارات التي تساعدهم في الوصول إلى اجتماعاتهم، وهواتفهم الذكية التي في جيوبهم، كلها أشياء يجب أن يكونوا شاكرين وممتنين لوجودها.

فإن السعداء في العمل والحياة هم أولئك الذين يشعرون بالامتنان للعالم الذي يعيشون فيه، وهم نفسهم الأشخاص الذين يشكرون الناس دوماً، والذين يساعدون الآخرين، ويقدمون يد المساعدة لمن يحتاجها، و على رجال الأعمال الناجحين ألا ينسوا أبداً جميع الأشخاص والأماكن والأشياء التي لعبت دوراً في حياتهم وساعدتهم على الانتقال من بداياتهم المتواضعة إلى ما هم عليه اليوم.

البقاء بصحة جيدة:

لن تفيدك أموالك ونجاحك إذا لم تكن موجوداً لاستخدامها، فلماذا تعيش حياتك بحيث تضحي بصحتك؟ ما فائدة كل شغفك بأحلام عملك إذا لم تكن موجوداً لتراها تتحقق؟ ينشغل الكثير منا في لعبة الحياة لدرجة أننا لا نفكر أبداً في الضرر الذي نلحقه بأجسادنا على طول الطريق، فإن أغلب رجال أعمال، تكون أيامهم مليئة بالعمل والمشاريع، واستراحات الغداء تصبح مجرد فترات راحة صغيرة في اليوم حيث يدفعون الوجبات السريعة في معدتهم للتخلص من جوعهم.

بدون صحتنا، لا يمكننا أبداً تحقيق النجاح الحقيقي، يجب أن يكون القائد قوياً، ونحن لا نتحدث فقط عن الجسم أو العضلات، بل يجب أن يكون عقلك أيضاً بصحة جيدة من أجل المثابرة على مدار اليوم ليس فقط لتحقيق النجاح الذي تبحث عنه، بل أيضاً لتكون أيضاً قادراً على الاستمتاع به.

حفظ الأصدقاء المناسبين:

تحدثنا سابقاً أن من المهم جداً عدم المضي بمفردك في طريقك لبناء عملك وذلك بأن يكون لديك شركاء وموظفون، الشيء نفسه أيضاً ينطبق على نجاحك الشخصي وسعادتك، فما الهدف من فعل أي شيء إذا لم يكن لديك أشخاص مميزون في حياتك لمشاركته معهم.

الناس اجتماعيون بطبيعتهم، ومن المهم أن تحيا حياة خارج عملك، ويكون لديك أصدقاء مختلفون عمن تعمل معهم، أصدقاؤك هم أشخاص يشاركونك أوقاتك، والذين سيكونون معك في كل انتصار وبعد كل فشل، ومن المهم أيضاً أن يمتلك أصدقاؤك روحاً إيجابية تنعكس عليك وعلى عملك أيضاً.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا عزيزي القارئ، وقد حاولنا جاهدين بالبحث وبالنظر إلى أغلب رجال الأعمال الذين نجحوا وبرزوا في مجالهم أن نركز على السمات المشتركة التي تجتمع في أغلبهم، ليس فقط السمات العملية كاكتساب الشركاء وفهم التمويل، بل وأيضاً الأخلاقية كاظهار الامتنان ومساعدة الآخرين، وأن نجمعها لك لعلها تساهم في مضيّك قدماً على طريق النجاح في ريادة الأعمال.