هل تفكر في البدء في مشروع تجاريّ، وتتملّككَ الحيرة في الاختيار ما بين اتخاذ منحى التجارة العادية التقليدية، أو المتاجر الالكترونية؟
هل لديك مشروع تجاري وترغب في توسيعه وجعله على نطاق دولي؟ أم أنك ترغب في إبقائه نشاطاً محلياً؟
في مقالنا هذا سنجيب على جميع تساؤلاتك عن المتاجر الالكترونية والتجارة التقليدية، ونساعدك على الاختيار بينهما بما يتناسب مع أسلوب عملك وطبيعته.
لقد ولّى زمنٌ طويل على تلك الأيام التي كان يجب أن تتم فيها الأنشطة التجارية مثل تبادل السلع والمنتجات مقابل المال، بين طرفين، في بيئة تقليدية. حيث يذهب العميل إلى السوق، ويتفحص مجموعة متنوعة من المنتجات، ويقوم باختيار الأشياء المطلوبة، وشرائها، ثم دفع المبلغ المحدد، وهذا ما يعرف بالتجارة التقليدية.

على الرغم من استمرار التجارة التقليدية حتى وقتنا هذا، فإنه مع الابتكارات التكنولوجية ظهرت طرق حديثة لبيع السلع والبضائع ،على سبيل المثال، المتاجر الالكترونية، حيث يشتري الناس المنتجات ويبيعونها عبر الإنترنت.
المتاجر الالكترونية:
عند اعتمادك على المتاجر الالكترونية، يمكنك توفير معظم الوقت والمال الذي تنفقه عادةً على السفر واختيار البضائع. يمكنك إجراء عمليات الدفع بأي شكل من الأشكال الرقمية مثل بطاقة الائتمان أو بطاقة الخصم أو المحافظ الرقمية أو الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، باستخدام المتاجر الإلكترونية، يمكنك شراء البضائع على مدار الساعة ودون أي متاعب خلال أوقات فراغك، كما وتوفر المتاجر الإلكترونية فوائد شراء السلع والمنتجات بسهولة وراحة أكبر.
ولقد شهدت المتاجر الإلكترونية نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة من خلال زيادة الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم ومن خلال تقديم منتجات وسلع أكثر تخصيصاً.
التجارة التقليدية:
بدأت التجارة التقليدية في وقت نظام “المقايضة” الذي تم تقديمه منذ ملايين السنين، يحدد نظام المقايضة تبادل البضائع مع البضائع الأخرى بدلاً من المال حيث لم يكن المال متاحاً في ذلك الوقت، ذلك هو الوقت الذي بدأت فيه التجارة التقليدية وما زالت مستمرة حتى اليوم ولكن في شكل تبادل الأموال بدلاً من السلع فقط، في الوقت الحاضر فقدت التجارة التقليدية كثيراً من شعبيتها وانخفض توسعها بسبب دخول التجارة الإلكترونية في أوائل القرن العشرين.
وتشير التجارة التقليدية إلى عملية شراء وبيع البضائع وجهاً لوجه في مساحة تخزين فعلية، عن طريق تبادل البضائع مقابل مكاسب مالية.
لماذا عليك الاتجاه إلى المتاجر الالكترونية؟
إليك عدد من الأسباب التي ستدفعك حتماً إلى اتخاذ منحى المتاجر الالكترونية في عملك التجاري أو شركتك:
- فعّالة من حيث التكلفة:
المتاجر الإلكترونية فعالة للغاية من حيث التكلفة مقارنة بالتجارة التقليدية، في التجارة التقليدية يجب تحمل تكلفة دور الوسطاء لبيع منتجات الشركة، بينما يتم التخلص من تكاليف الوسطاء هذه في المتاجر الإلكترونية حيث يوجد ارتباط مباشر بين الشركة والعميل، ولا داعي لوجود الوسطاء، التكلفة الإجمالية المطلوبة لتشغيل الأعمال الإلكترونية أقل نسبياً، مقارنة بالأعمال التقليدية.
على سبيل المثال، في إدارة المتاجر الإلكترونية، لا يلزم سوى مكتب رئيسي، بينما في الطريقة التقليدية، يلزم وجود مكتب رئيسي له عدة فروع لتلبية احتياجات العملاء الموجودين في أماكن مختلفة، يمكن استبدال تكاليف العمالة والصيانة وإيجار المكتب باستضافة موقع ويب بطريقة الأعمال الإلكترونية.
- توفير الوقت:
يستغرق الأمر الكثير من الوقت لإكمال معاملة في التجارة التقليدية، توفر المتاجر الإلكترونية الكثير من الوقت الثمين لكل من المستهلكين والشركات، يمكن طلب منتج ويمكن إتمام المعاملة في دقائق قليلة عبر الإنترنت.
- الراحة:
توفر المتاجر الإلكترونية الراحة لكل من العملاء أصحاب الأعمال، يمكن للعملاء تصفح مجموعة كاملة من الكتالوجات، ومقارنة الأسعار بين المنتجات واختيار المنتج المطلوب في أي وقت ومن أي مكان في العالم دون الحاجة إلى الابتعاد عن المنزل أو مكان العمل.
كما وتوفر المتاجر الإلكترونية اتصالاً أفضل لعملائها المحتملين حيث يمكن الوصول إلى موقع المؤسسة الإلكتروني تقريباً من أي مكان وفي أي وقت عبر الإنترنت، ليس من الضروري الابتعاد عن مكان عملهم أو منزلهم لتحديد موقع المنتج المطلوب وشرائه.
- سهولة الوصول الجغرافي:
تقتصر التجارة التقليدية على موقع جغرافي معين بينما المتاجر الإلكترونية عالمية وليس لها قيود مادية.
وفي التجارة التقليدية، قد يكون من الممكن توسيع حجم السوق من المستوى الإقليمي إلى المستوى الدولي، ولكن في هذه الحال يتعين على منظمات الأعمال تكبد الكثير من النفقات على الاستثمار لدخول السوق الدولية، بينما في حال المتاجر الإلكترونية، لن تكون هذه النفقات الكبيرة موجودة ومن السهل جداً توسيع حجم السوق من المستوى الإقليمي إلى المستوى الدولي.
من خلال استضافة موقع ويب، ومن خلال وضع إعلانات على الإنترنت وتلبية معايير قانونية معينة، يمكن للأعمال التجارية اختراق السوق العالمية، من السهل جداً جذب العملاء من الأسواق العالمية بتكلفة تكاد لا تذكر.
5. إدخال منتجات جديدة:
في التجارة التقليدية، يستغرق الأمر الكثير من الوقت والمال لتقديم منتج جديد وتحليل استجابة العملاء، حيث أنه في البداية يجب تكبد الكثير من التكاليف لإجراء استطلاعات تجريبية لفهم ذوق العملاء.
بينما باستخدام المتاجر الإلكترونية، من السهل تقديم منتج على الموقع والحصول على ردود فعل فورية من العملاء، وبناءً على الاستجابة، يمكن إعادة تعريف المنتجات وتعديلها من أجل إطلاق ناجح.
6. الربح:
تساعد المتاجر الإلكترونية على زيادة مبيعات المنظمة، حيث أنها تساعد المنظمة على التمتع بأرباح أكبر من خلال زيادة المبيعات وخفض التكاليف وتبسيط عمليات التشغيل.
بينما التكاليف الكبيرة المتكبدة على الوسطاء والنفقات العامة والمخزون والمبيعات المحدودة تؤدي إلى انخفاض ربح المنظمة في حال التجارة التقليدية.
7. إمكانية الوصول من حيث الوقت:
العمل مفتوح فقط لفترة محدودة في التجارة التقليدية، بينما تتوفر خدمة على مدار الساعة (24 × 7) في المتاجر الإلكترونية.
8. التفاعل مع العملاء:
في التجارة التقليدية، يكون التفاعل بين الشركة والمستهلك “وجهاً لوجه”.
بينما في المتاجر الإلكترونية يكون التفاعل بين الشركة والمستهلك “شاشة لوجه”، نظراً لعدم وجود لمسة شخصية في الأعمال التجارية الإلكترونية، تحتاج الشركات إلى إقامة علاقة حميمة مع العملاء لكسب ولائهم.
9. المعالجة:
هناك معالجة آلية للمعاملات التجارية في المتاجر الإلكترونية، مما يساعد على تقليل الأخطاء المكتبية.
بينما تكون المعالجة يدوية للمعاملات التجارية في التجارة التقليدية، وبالتالي هناك فرص أكبر لحدوث أخطاء مكتبية عندما يحدث تدخل بشري.
بعض النقاط التي تحسب لصالح التجارة التقليدية:
- البحث المادي:
لا تسمح المتاجر الإلكترونية بالفحص المادي للبضائع، حيث أنه عند شراء السلع أو المنتجات من المتاجر الإلكترونية، يتعين على العملاء الاعتماد على الصور الإلكترونية بينما تسمح التجارة التقليدية للمشتري بفحص البضائع فعلياً واختبار الخدمات قبل الشراء، على عكس المتاجر الإلكترونية.
- ملاءمة المنتج:
المتاجر الإلكترونية ليست مناسبة للسلع القابلة للتلف والأشياء ذات القيمة العالية مثل المجوهرات والتحف، إنها مناسبة في الغالب لشراء التذاكر والكتب والموسيقى والبرامج. بينما التجارة التقليدية مناسبة للمواد سريعة التلف والأشياء التي تعمل باللمس والمظهر.
- الموارد البشرية:
للعمل في بيئة إلكترونية كالمتاجر الالكترونية، تتطلب المنظمة أو الشركة موظفين مؤهلين تقنياً لديهم القدرة على تحديث أنفسهم في العالم المتغير باستمرار، تواجه الأعمال الإلكترونية صعوبة في توظيف الموهوبين والاحتفاظ بهم.
لا تواجه التجارة التقليدية مثل هذه المشاكل المرتبطة بالموارد البشرية في البيئة غير الإلكترونية.
- الاحتيال:
تحدث الكثير من عمليات الاحتيال عبر الإنترنت في معاملات التجارة الإلكترونية كالمتاجر الالكترونية، يخشى الناس عموماً إعطاء معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بهم، حيث يؤدي الافتقار إلى الوجود المادي في الأسواق، والقضايا القانونية غير الواضحة إلى ثغرات لحدوث عمليات الاحتيال في المعاملات التجارية الإلكترونية.
الاحتيال في التجارة التقليدية أقل نسبياً حيث يوجد تفاعل شخصي بين المشتري والبائع.
- التوصيل:
يتم تقديم الخدمات الجيدة بشكل فوري مع التجارة التقليدية بينما يستغرق تسليم المتاجر الالكترونية بعض الوقت.
و على الرغم من ذلك فإن هذه الأمور تكاد تكون غير مرئية نسبةً إلى الفوائد الكبيرة للمتاجر الالكترونية، والتفوق الذي تحرزه هذه المتاجر على مستوى لأرباح والإيرادات والسهولة والتوسع وإمكانية الوصول وغيرها الكثير الكثير من الميزات.
يفضل البعض البقاء على التجارة التقليدية نظراً لطبيعة عمله، فبالطبع لا ينصح تجار المنتجات باهظة الثمن أو سريعة التلف بالاعتماد على المتاجر الالكترونية.
ويفضل البعض الآخر الجمع ما بين الطريقتين معاً والاستفادة منهما، وهو للصراحة اختيار موفق، ولكن بالطبع إذا كان متناسباً مع طبيعة عملهم والمنتجات التي يقدمونها.
هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا عزيزي القارئ، آملين أن نكون قد أجبنا على تساؤلاتك فيما يتعلق بالتجارة التقليدية والمتاجر الالكترونية والاختيار بينهما، و أن نكون قد قدمنا لك المساعدة المرجوّة لتختار الطريقة الأفضل بينهما بما يتناسب مع عملك وطبيعته.